استمع للبث الحي
  • عَمَان 98.1 FM
  • صلالة FM 91.6
  • زيورخ DIGITAL
  • إسطنبول 99.4 FM
  • فيينا Digital
  • لندن 12A DIGITAL DAB
  • الكويت 102.4 FM
  • الدوحة FM 93.4
  • الدوحة FM 100.8
  • الدوحة FM 99.0
  • مسقط 107.7 FM
  • البصرة 98.7 FM
  • بغداد 95 FM
عودة الحياة للمسرح تحتاج إلى عزيمة وإصرار

عودة الحياة للمسرح تحتاج إلى عزيمة وإصرار

 

الدوحة – الراية:

حالة من الجدل الدائر والتكهنات بشأن مصير المسرح القطري تسيطر على الساحة الفنية طوال العام الماضي وأرجع خلالها الفنانون التأخر الذي أصاب المسرح القطري إلى عدة أسباب، فمنهم من رأى أن تقييد الإبداع كان العامل الأبرز في تردي أوضاع الحركة المسرحية ومنهم من أكد أن اختفاء المسرح الشبابي كان من أهم عوامل التراجع، إلا أنهم أكدوا جميعًا أن عودة الروح إلى المسرح يحتاج إلى إصرار حقيقي من قبل المسؤولين لإخراجه من كبوته.

وعلى ذلك رأوا أنه من الضروري أن يتواصلوا مع المبدعين من أجل وضع حلول نهائية والوصول إلى وصفة من شأنها استبدال غياب الرؤية الواضحة واستراتيجية العمل المتخبط بآلية بديلة يتم الاتفاق عليها سلفًا على أن تكون واضحة المعالم ومُرضية لجميع الأطراف ومن خلالها يتم لملمة الأوضاع السيئة ووضع حل للتشتت داخل الوسط المسرحي، ولذلك حرصت الراية على متابعة الموضوع من خلال استعراض آراء بعض الفنانين باعتبارهم أهل الشأن لمعرفة رأيهم في هذه القضية، ووضع رؤيتهم الاستشرافية لمستقبل المسرح.

 

محمد حسن: مطلوب تخصيص حاضنة للشباب.

 

أكد الفنان محمد حسن أن الفترة المقبلة لابد لها أن تشهد ظهورًا قويًا للمسرح بعد توقف دام أكثر من عام، خاصة أن الشهور الماضية كانت مناسبة لترتيب البيت من الداخل والاستعداد على نحو قوي للعودة، وتمنى أن يتم إصلاح الحركة المسرحية وما بها من سلبيات، مؤكدًا أن أهم ما يحتاج إليه المسرح إقامة المزيد من الخشبات بحيث يتم تكثيف العروض المسرحية، وإعادة مهرجاني المسرحي المحلي والشبابي، وقال بأن أبرز الأزمات التي أثرت سلبًا في المسرح خلال الفترة الأخيرة هو اختفاء المسرحين الشبابي والمدرسي، لذلك طالب بالعمل على تخصيص حاضنة للشباب مشيرًا إلى أن كل ما سيتم من نشاط لن يجدي نفعًا إن لم يوجد متنفس لإبداعاتهم من أجل تقديم أعمالهم على النحو الذي يرغبون فيه. وتابع: نحن نأسف لما وصل إليه حال المسرح الشبابي بعدما كان ملء السمع والبصر في فترة الثمانينيات والتسعينيات الأمر الذي وصل إلى أن أصبح للمسرح الشبابي مشاركات خارجية يمثل فيها اسم قطر في المحافل الثقافية الدولية، وكانت جميع الأندية والمراكز الشبابية تعمل على قدم وساق وتقدم أنشطتها المسرحية الشبابية، وأردف: إن إغلاق الأنشطة المسرحية بالأندية والمراكز الشبابية خسارة كبيرة للمسرح الشبابي وتوقف النشاط المسرحي بل للحركة المسرحية على الإطلاق، ما أدى إلى انقطاع الأجيال وتوقف روافد المواهب التي تغذي مسرح الكبار، وتمنى أن يعود المسرح القطري ليجوب المهرجانات الدولية كما كان من قبل، مؤكدًا أن الأمر مقرون بإعادة المهرجانات المحلية وتكثيف النشاط المسرحي وإطلاق العنان لخيال الكتّاب والمخرجين ليقدم كل منهم ما يرغب في تقديمه.

 

الباكر: المبدع لا يعرف التقيّد بقواعد.

 

الفنان فهد الباكر رأى أنه من الضروري قيام المسؤولين على المسرح بإعادة ترتيب حساباتهم، ومراجعة ما تم على مدار السنوات الأربع الماضية التي وصفها بالسنوات العجاف التي لم تترك -حسب رأيه- للمسرحيين المجال من أجل العمل بحرية، حيث تم تحديد منهج محدد وفكر معين للسير عليه، وهو ما رأى أنه يتعارض تمامًا مع طبيعة المبدع الذي لا يعرف التقيد بقواعد وقوانين مسبقة، وأكد أن تحديد إبداع الفنان وإلزامه بالسير على منهج أو شكل فني معين يُرضي الجهة المسؤولة عن المسرح أمر يساهم في صناعة منتج فني مشوّه، وأضاف أن تقديم أعمال اجتماعية راقية قضية لا يختلف عليها أحد، كما أن قيمة الأعمال الكوميدية أمر لا يمكن أن يتم إنكاره، لكن التركيز في وضع شروط محددة ربما يحيد بالفنان ويجعله ينزلق في فخ الأعمال التجارية، علمًا بأن الكوميديا يمكن أن تصبح سوداء، فضلًا عن الكثير من الأساليب الأخرى المختلفة التي يمكن اتباعها، كما أنه من الضروري اللجوء إلى رؤية وأسلوب المبدع في صنع تلك النوعية من الأعمال، وقال بأن الكثير من الكتاب تم رفض نصوصهم ليس بسبب ضعفها، لكنه أرجع الأمر لضبابية الشروط رغم أنهم اجتهدوا لتقديم ما يرضي المسؤولين وظلوا هكذا إلى أن دبّ اليأس في قلوبهم فابتعدوا.

 

كما أكد الباكر أهمية تنوع الموضوعات المطروحة من خلال الأعمال المسرحية وأهمية عدم التوقف عند قضية بعينها، وهو ما تجلى على مدار موسم كامل تشابهت فيه مجموعة من المسرحيات من حيث موضوعاتها. وعرج الباكر على إشكالية إهمال النصوص العالمية، مؤكدًا أن الاحتفاء بالكتّاب العالميّين لا يُنقص من المسرح القطري في شيء، وتحدث أيضًا عن أهمية تفادي إشكالية تهميش دور الفرق الأهلية، بسبب الشروط المقيدة للإبداع، والعمل على إعادة البعثات لدراسة المسرح وبناء المزيد من الخشبات. وفي ختام حديثه أكد أن الفن قوة ناعمة وليس مجرد وسيلة للترفيه أو الترويج بأن لدينا حركة ونشاطًا مسرحيًا، وعلى الفنانين أن يعملوا جميعهم مع المسؤولين بعدما شهدت الفترة الماضية حالة من عدم التفاعل أو التحدث بصورة مباشرة للمسؤولين من أجل إصلاح الأوضاع، وقال: لا يمكن أن نلقي جملة المشكلات على جهة واحدة، فالأمر يحتاج لتكاتف الجميع.

 

هدى المالكي: يجب التركيز على جودة المحتوى.

 

من جانبها تمنت الفنانة هدى المالكي أن تشهد الفترة المقبلة تدارك بعض الأمور السلبية التي شهدتها الساحة المسرحية مؤخرًا، ومن أبرز المطالبات التي نادت بأهمية الالتفات إليها ضرورة تنوع الأعمال والتركيز في جودتها قبل تحديد أشكالها، قائلة: على الرغم من أن الجمهور يفضل الكوميديا إلا أن الاقتصار على نوعية واحدة من الدراما ربما يفقد المسرح فئة عريضة من الجمهور الذي يفضل أشكالًا مختلفة من الدراما.

وأضافت: الأعمال التي كانت تقدم في الفترة الأخيرة تميل أكثر للكوميديا لكن الكثير منها جاء ضعيف فنيًا، وهو ما يؤكد أنه كان من الأجدر التركيز في جودة المحتوى بغض النظر عن الإطار، وأكدت أن التنافس من المحفزات التي تدعو الفنان لتقديم الأفضل، وعلى ذلك تحمل عودة المهرجانات مرة أخرى للساحة أهمية كبرى، وقالت: كنا نجتمع ونتابع جهود المسرحيين وعطائهم ونستمتع بإطلالات الوجوه الجديدة من خلال مهرجان المسرح الشبابي، وكان المسرح يعج بالحركة أثناء فترة المهرجانات، وتمنت المالكي أن تشهد الساحة خلال الفترة المقبلة تقديم بعض المسرحيات العالمية، التي كان يحظى بها مهرجان المسرح، مؤكدة أن استخدام الفصحى من أكثر الأمور الممتعة لدى الممثل ولها جماهيرية كبرى أيضًا لدى قطاع كبير من الناس، وقالت إن انتظام موسم مسرحي على مدار العام وتتويجه بمهرجان أمر جيد.

 

العتيبي: نعيش حالة ترقب وانتظار.

 

أكد الفنان عبدالرحمن العتيبي أن جميع المسرحيين في حالة ترقب، وينتظرون عودة المسرح بفارغ الصبر، وقال إن هناك العديد من المطالب التي من شأنها إعادة الاتزان للمسرح من جديد لعل أبرزها يخص المسرح الشبابي، الذي تمثل عودته ضرورة ملحة خلال الوقت الحالي بعد أن تقطعت السبل أمام الشباب للتعبير عن مواهبهم، لافتًا إلى أن الساحة تحتاج إلى عودة العروض المسرحية الشبابية بكامل كوادرها، مشيرًا إلى أنه على الرغم من كون الشباب يحظون على مدار الموسم المسرحي بالعديد من الفرص من خلال الوقوف إلى جانب الكبار في أعمالهم إلا أنهم بحاجة أيضًا لعروض خاصة بهم، وشدد على أهمية أن يتم فرض نسبة معيّنة من الوجوه الجديدة لتشارك في العروض المسرحية مع الكبار بما يضمن ميلاد كوادر جديدة، وقال إن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت هي المنفذ الوحيد للبعض من أجل ممارسة الهوايات الدرامية، وأردف: على الرغم من كون تلك الوسيلة أثبتت نجاحًا كبيرًا في الوصول بالشباب إلى غرضهم في التعريف عن مواهبهم، إلا أنهم يفتقرون خلالها إلى عنصر التوجيه الفني الذي يمكن أن يلقوه إذا ما تم العمل معهم بصورة مباشرة عبر انخراطهم في أعمال الفرق الأهلية، في هذا السياق أكد العتيبي حاجة الشباب إلى دورات فنية وورش تدريبية.

بالإضافة إلى ضرورة عودة الحراك المسرحي الشبابي من خلال اللجان الثقافية التابعة للنوادي والمراكز الشبابية كما كان الأمر من قبل، لافتاً إلى أهمية عودة مهرجاني المسرح الشبابي والمحلي إلى جانب الموسم المسرحي، وأكد أن الشباب كانوا ينتظرون مهرجانهم الشبابي من العام للعام من أجل التنافس وإثبات مواهبهم أمام المخرجين المحترفين، حتى ينالوا فرصة الالتحاق بعروضهم.