استمع للبث الحي
  • عَمَان 98.1 FM
  • صلالة FM 91.6
  • زيورخ DIGITAL
  • إسطنبول 99.4 FM
  • فيينا Digital
  • لندن 12A DIGITAL DAB
  • الكويت 102.4 FM
  • الدوحة FM 93.4
  • الدوحة FM 100.8
  • الدوحة FM 99.0
  • مسقط 107.7 FM
  • البصرة 98.7 FM
  • بغداد 95 FM
الدكتور عمر عبد الكافي في حديثه الخاص لموقع إذاعة صوت الخليج :

الدكتور عمر عبد الكافي في حديثه الخاص لموقع إذاعة صوت الخليج :

   قريتي قريبة من قرية ماريا القبطية وأمنا هاجر

لا نريد دعاة فتنة ، وإنما نريد دعاة خير

تأثرت بعد رسول الله والأربعة الكبار بالحسن البصري

إذاعة صوت الخليج كوكتيل جميل ومنبر عظيم

فضيلة الشيخ الدكتور عمر عبد الكافي حل ضيفاً عزيزاً على إذاعة صوت الخليج من خلال برنامجها الرمضاني ( معكم في رمضان ) الذي يعده ويقدمه عبدالسلام جادالله ، حيث أثرى حلقات البرنامج بعلمه وفقهه وروحه المرحة وثقافته الإسلامية ، وهو من الدعاة الكبار الذين يشار إليهم بالبنان مثل الغزالي والشعراوي اللذين صاحبهما زيادة على ربع قرن من حياته ، أجرى معه موقع صوت الخليج اللقاء التالي ، فإلى تفاصيل اللقاء :

* : كيف كانت نشأتك وما أحاط بها من ظروف ؟

*: البيئات المتوازنة هي البيئات التي تثمر أشجارها وحدائقها وبساتينها ثمرات سوية ، ونتاجاً ليس فيه ثغرات سايكولوجية أو سلوكية ، خاصة عندما يرى الإنسان القدوات أمامه عملياً منضبطة قولاً وفعلاً أو يتوافق القول مع الفعل ، أبي رحمة الله عليه كان كبير القرية وقريتنا اسمها ( تلة ) وهي ليست قرية صغيرة ، أنا كنتُ فيها في الفترة من الولادة والنشأة حتى المراحل الأولى من التعليم كان عدد سكانها تقريباً من 200 إلى 300 ألف ، يعني قرية يصح أن تكون مدينة ، لولا التصاقها قرباً من عاصمة المحافظة وهي محافظة المنيا ، والمنيا هذه وهي محافظتي بفضل الله سبحانه وتعالى ، فيها قرية ( حَفْنْ ) التي منها ماريا القبطية ، ومنها أمنا هاجر أم سيدنا إسماعيل عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ، وتتسم المنيا بأنها في وسط الصعيد وتُسمى ( عروس الصعيد ) ، كل الذين تعاملوا معها - ليس تزكية -  لمسوا دماثة خلق أهلها وهدوءها ، الفطرة الطبيعية ، ليس فيهم تعصب أو ما شابه ، هذه القرية كان فيها 14 مسجداً وكلها تقريباً     فيها دروس علم يومية ، كان ذلك في الخمسينيات والستينيات ، وقد خرجت أنا من القرية إلى الجامعة في القاهرة عام 67 ودلفتُ إلى الجامعة وكنتُ أصغر طالب تقريباً ، وكنتُ الوحيد الذي ترك الأسرة كلها وذهب إلى القاهرة ، أما إخوتي ، فقد كان أخي محمد رحمة الله عليه كبيرنا وكان أستاذ جراحة عظام مشهوراً وهو قدوتي بعد أبي وأمي ، لديه دماثة أخلاق وعلم وكان يحفظ كتاب الله سبحانه وتعالى ، كما كان طبيباً ناجحاً ، يعالج ببركته بفضل الله وبعلمه ، أما أخي عثمان فقد مات صغيراً ، وأخي علي من رجالات التعليم ويكبرني بثلاث سنوات ربنا يمتعه بالصحة والعافية ، كما أن لي أخاً اسمه أبوبكر يصغرني بسنتين وهو مهندس زراعي ، يعني كنا خمسة ( محمد ، أبو بكر ، عمر ، عثمان ، علي ) وأختين ، أمي يرحمها الله ما رأيتها من عام 1973 إلى أن توفاها الله عام 2005 إلا تجلس وأمامها المصحف الكبير وتختم قراءته كل ثلاثة أيام ، ومن السلوكيات التي لا أنساها ، في حرب 73 وقد تخرجتُ من الجامعة وكان رمضان وذهبت لزيارة قريتي ، كان أخي علي وأخي أبو بكر احتياط في الجيش أيام الحرب ولم نكن نعرف أماكنهما وكان الجو بارداً وجو المنيا قاري بارد في الشتاء ، افتقدنا أمي لحظة الإفطار فبحثنا عنها في أرجاء البيت الواسع لنجدها أخيراً تجلس على سطوح البيت ، وقالت إن أبنائي علي وأبوبكر في العراء الآن ويجب أن أشاركهما هذا الشعور، هذه الرحمة العملية رأيتها أمامي ، كذلك ما رأيت والدي يرفع صوته على أمي وهو الصعيدي والصعايدة معروفون بالشدة في التعامل مع طيبة في القلب ، كذلك ما رأيت أمي مقطبة الجبين ، العلماء في القرية كنت تجد أحدهم في السيرة والآخر في الفقه ، تشربتُ حب مجالس العلم من المساجد وأنا صغير ، كنتُ أحفظ الكتب التي كانوا ينقلونها لنا كما أحفظ الفاتحة ، مع حفظ القرآن وصحيحي البخاري ومسلم ، وأصبح لدي نهم للقراءة والمعرفة حتى أنني إذا لم أقرأ في اليوم 100 أو 200 صفحة أشعر بجوع للعلم والمعرفة ولا تقع عيني على كتاب إلا أستفيد منه بفضل الله.

* أنت أثرت في حياة الناس ، فمن كان له تأثير في حياتك ؟

* في الحقيقة أن الوالدين هما الأكثر تأثيراً في حياة الإنسان ، وهذا أمر طبيعي ، ثم البيئة المحيطة ، ثم المدرسة الابتدائية عندما نرى المعلمين الذين كانوا أيضاً مربين وآباء ، فالمنظومة متكاملة ، وعندما كبرت في السن وليس في العلم ، فأنا ما زلتُ في العلم أحبو على مدارج العلماء وأتطفل على موائدهم ، تعلمتُ بفضل الله سواء أدري أو لا أدري أنني لا أرفض الآخر، لا بد أن أستمع إليه وأستفيد منه ، وأستفيد في إصلاح أخطائي ممن يكرهونني ويبغضونني لأعدل المسار ، وممن تأثرتُ بهم في التاريخ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم والأربعة الكبار ، من التابعين الحسن البصري ولي معه قصص عجيبة ، وقد عشتُ حياته بالتفصيل وكأنني أعيش في بيته ، ومن ضمن من أثروا بي الشيخ محمد متولي الشعراوي والشيخ محمد الغزالي أكثر من ربع قرن ، فقد تعلمتُ من صمتهما وفعلهما وكلامهما ومن علمهما حتى أنني شعرتُ بأنني أضفتُ إلى عمري مائة عام من المعرفة بسبب تتلمذي على أيدي هؤلاء .

*متى وكيف قررت حمل رسالة الدعوة رغم صعوبتها ؟

* بفضل الله سبحانه وتعالى والله يختار لعباده الأصلح ، فإن البيئة التي نشأتُ فيها وكأنها قضبان قطار الدعوة ، كأنني وجدتُ بفضل الله أولاً وأخيراً الطريق التي هُيئت بالظروف والكل أيدني في هذا الاتجاه ، فالأمر لم يكن قراراً بقدر ما كنتُ موصولاً مع العلم الشرعي من البداية ، ثم دلفتُ إلى المعامل والأبحاث الزراعية والكيميائية كعلم أكاديمي ، ثم كانت هناك قنطرة كبيرة ، فالعلم رحم بين أهله ، ووجدت علماء الزراعة كُثراً ، لكن الدعوة قد تحتاج إلى من يفهم في فقه الواقع وفقه الأولويات والموازنات وفقه النوازل وفقه الأنفس ، ومن الله علي بالدراسة في الأمور الشرعية ثم بالممارسة والمؤتمرات ومشاكل الناس مما يعطي مجالاً واسعاً من الثقافة والموسوعية ، ومما لاشك فيه أن للدعوة مصاعبها ( لا يعرف الشوق إلا من يكابده ولا الصبابة إلا من يعانيها )

.

كيف ترى دور الإعلام بمنصاته المختلفة في التاثير ؟

* دور الإعلام خطير ، فقد أصبح أكبر مؤثر في الصغير والكبير والشرق والغرب ، ولو أردنا نحن المسلمون إصلاح أحوالنا وحسن مآلنا والخروج من التيه ، علينا أن نصلح الإعلام والتعليم ، فإن أصلحناهما وكانت هناك همة عالية من كل أفراد الأمة التي أرى فيها الخير الكثير بفضل الله تعالى نصبح أفضل الشعوب وأحسن السلوكيات وأعظم الأعمال والمدنية الحقيقية والحضارة الحقيقية ، يا لشقاء الإنسان الذي ليس له رب ، يا لشقاء الإنسان الذي يُتعب حياته فيما لا يفيد أو يوجه الإعلام توجيهاً سيئاً ، فلنحذف من الإعلام هؤلاء ممن يسمون دعاة ، لا نريد دعاة فتنة ، نحن نريد دعاة خير ، يأخذون بأيدينا إلى طريق الله سبحانه وتعالى .

طبعاً الكلام عن الإعلام كبير وتلك مسؤولية الإعلاميين الذين هم خطباء على منابر الدعوة .

*ما انطباعك عن إذاعة صوت الخليج من حيث المحتوى ؟

* هذا الكوكتيل الجميل والمخلوط من الواقع مفيد للشعب ومفيد للأمة ، وهذا الانتشار الواسع لها حقيقة ما شاء الله قواكم الله ، ودائماً من لم يتجدد يتبدد ومن لم يتقدم يتقهقر ، فأدعو كل العاملين في صوت الخليج أن يفكروا في مصلحة هذا المنبر العظيم وتطويره ودائماً الجديد ويبارك الله فيكم إن شاء الله .