استمع للبث الحي
  • عَمَان 98.1 FM
  • صلالة FM 91.6
  • زيورخ DIGITAL
  • إسطنبول 99.4 FM
  • فيينا Digital
  • لندن 12A DIGITAL DAB
  • الكويت 102.4 FM
  • الدوحة FM 93.4
  • الدوحة FM 100.8
  • الدوحة FM 99.0
  • مسقط 107.7 FM
  • البصرة 98.7 FM
  • بغداد 95 FM
بين واقع الأغنية التراثية ومستقبلها المجهول

بين واقع الأغنية التراثية ومستقبلها المجهول

بين واقع الأغنية التراثية ومستقبلها المجهول

 

الدكتور والناقد الأكاديمي حسن رشيد :

أين فنوننا المرتبطة بذاكرة الشعب ؟ أين لفجري والليوا والطنبورة ؟

أُقــدر لصوت الخليج الرائدة إثارة هذا التحقيق الهام جداً .

 

الشاعر والملحن الغنائي خليفة جمعان :

الأغنية التراثية قادرة على مواجهة الأنماط الجديدة وتتفوق أحياناً على نظيرتها الحديثة.

 

الفنان القدير ابراهيم علي :

عتبي الكبير على قلة الدعم الإعلامي ، وأستثني من ذلك صوت الريان وصوت الخليج.

 

 

بقلم : دينا أبوشنب .

متابعة : السيد عبد السلام جاد الله .

إشراف عام : السيد سالم المنصوري .

برمجة: إيمان

 

تعد الأغنية الشعبية مرآة تعكس أفراح وأتراح الماضي وصورة تجسد واقع الناس على اختلاف أشكاله ، كما أنها تعبر عن ثقافة المجتمعات وتحكي قصصهم التي تحفر في الذاكرة على امتداد الأجيال ، وتتغنى بأصالة الشعوب وكنوزهم التراثية .

وتزخر المنطقة الخليجية بالعديد من الأغنيات التي خاضت في هذا المجال ، وصورت بيئة الموروث الشعبي بكافة تفاصيله ، فمنها ما تناول حياة البحر وما ارتبط به من مهن الغوص والصيد لتكتسب أصالة وشعبية واسعة ، وتصبح مصدر فخر واعتزاز بالهوية الثقافية ، ومنها ما تغنى بالحماسة والمناسبات القومية والوطنية ، كما كان للمناسبات الاجتماعية على اختلاف أشكالها نصيب من تلك الأغنيات أيضاً ، بل إن بعضها ذهب إلى أبعد من ذلك ليصل إلى قضايا المرأة والطفل .

ولكن ما هي المواصفات الواجب توافرها في الأغنية التراثية لتبقى في ذاكرة الناس ويرددونها على اختلاف العصور ؟ وهل للأغنية التراثية القدرة على مواجهة الأنماط الجديدة في الحياة والتعبير عنها ؟ وكيف يمكن لنا أن نحافظ عليها ونطورها بما يتناسب مع اختلاف الأجيال؟

هل يكفي أن يتمتع مطربو الأغاني التراثية بصوت شجي يتناسب مع القيمة التاريخية لتلك الأغنيات ؟ أم أن هناك عدداً من الشروط الأخرى الواجب توفرها لنقل ذلك الموروث ؟

صوت الخليج التقت عدداً من المعنيين بالشأن في محاولة للإجابة على تلك التساؤلات من مناظير مختلفة .

 

الشاعر والملحن الغنائي خليفة جمعان :

  • لا بد من تقديم أغاني التراث من خلال الأوركسترا السيمفونية في المحافل العالمية .

الشاعر والملحن القطري خليفة جمعان ذكر لموقع صوت الخليج أنه لا بد أن ترتبط الأغنية التراثية بحدث معين أو تتناول واقعاً ملموساً كقصة غرامية حدثت في حقبة من الزمن تداولها الناس ، أو إحدى الغزوات التي لازمها الانتصار ، أو قصة تتكلم عن رحلات الغوص ومعاناة البحارة ، أو مديح عن الكرم والشجاعة ، لتبقى راسخة في الذاكرة وتتناقلها الأجيال ، مضيفاً بأنها قادرة بلا شك على أن تواجه الأنماط الغنائية الجديدة ، وربما تتفوق عليها أحياناً عندما يتم العمل عليها بالشكل الصحيح كونها تملك جميع ما تحمله الأغنية الحديثة من معاني ، لتبقى خالدة في ذاكرة المستمع ، وقد يكون ما ينقصها فقط إضافة القوالب الموسيقية .

وذكر جمعان أن مطرب الأغاني التراثية لا بد أن يكون عاشقاً لها ويتمتع بصوت جميل ، إضافة إلى ضرورة حفظ  الأغنيات القديمة والتمكن من أسلوب تأديتها ، فضلاً عن حتمية فهم معانيها بالشكل الصحيح ، وطرح في ذلك السياق عدداً من الأسماء التي تميزت في ذلك ومنها منصور المهندي ، ابراهيم علي ، صقر صالح ، عيسى الكبيسي ، عمر بوصقر وعبد الرزاق ضاحي ، مؤكداً على ضرورة أرشفة تلك الأغاني للحفاظ عليها من خلال المؤسسات الإعلامية كوزارة الثقافة  ، وتقديم هذا التراث من خلال الاوركسترا السيمفونية في المحافل والمهرجانات العالمية ، ليتعرف عليها العالم الخارجي ، وطباعتها في أقراص مدمجة لتوزع على من له الرغبة في تذوق تراثنا ، فضلاً عن القيام بعمل مسابقات لمن يجيد هذه الفنون من فئة الشباب لتستمر المسيرة وتتوارثها الأجيال .

 

 

  

الإعلامي والناقد الأكاديمي د. حسن رشيد :

  • للأسف الشديد الإيقاع السريع غلف الأغنية التراثية .
  • الأغنية التراثية أشبه بكتاب يحفظ تاريخ الأجيال .

يقول الدكتور حسن رشيد لموقع صوت الخليج إن الإطار الحداثي غلف واقع الأغنية التراثية ، وقد تم الاعتماد في العديد من الألحان على الإيقاع المتعارف عليه بالخبيتي ، وبالتالي لا يمكن مقارنة الأغنية التراثية الآن بما كانت عليه سابقاً ، لأن الإيقاع السريع مع الأسف الشديد طغى عليها ، الأمر الذي أدى إلى عدم استمراريتها أحياناً ، سوى مع بعض الرموز الفنية الكبيرة التي اعتمدت في بداياتها على الأغاني المرتبطة بذاكرة الشعب ، ومنهم المرحوم عبد العزيز ناصر والفنان الكويتي أحمد باقر، بالإضافة إلى بعض الملحنين الذين نبشوا في الذاكرة كالفنان يوسف الدوخي وغنام الديكان .

وشبَه د. رشيد الأغنية التراثية بكتاب يحفظ تاريخ الأجيال ، وقال إن عوالم البحر قد حفظت تراث الخليج مثل الهولو واليامال ، إضافة إلى أغاني الدشة والقفال والأهازيج المرتبطة بالمناسبات المختلفة ، مضيفاً أن بعضها تحول إلى أغاني طقوس تمارس في المناسبات كالنافلة والقرنقعوه ، وهي باقية مثل صورة لجد قديم يحتفظ به الأحفاد في ألبوم قديم ، يقلبون فيه ليشاهدوا ملامح الجد الذي محاه التاريخ وأصبح صورة من الماضي.

هذا وتساءل د. رشيد قائلاً : أين فنوننا المرتبطة بذاكرة الشعب ؟ هل هناك إحياء لفن الصوت الذي مازال الفنان ابراهيم علي هو الوحيد المرتبط به ؟ وأضاف : أين الفنون الأخرى كفن لفجري مثلاً وفنون الليوا والطنبورة ، بعد أن اقتصرت فنون الفرق الشعبية على لون أحادي هو فن العرضة .

وأبدى د. رشيد تشاؤمه فيما يخص مستقبل الأغنية بشكل عام قائلاً إنه سيكون سيئاً ، مستحضراً كلمة قالها الموسيقار محمد عبد الوهاب في مقابلة له بأن هناك جزءاً مفقوداً في الأغنية العربية هو الأذن .

وعلى صعيد الاهتمام الإعلامي صرح أنه قليل جداً مقارنة بالماضي ، وضرب مثلاً حول تخصيص فقرات أسبوعية مسائية إذاعية سابقاً لتسجيل الأغاني التراثية لعدد هائل من الفرق الشعبية ، كما كان هناك فرق نسائية ذات شهرة ، مشيداً في هذا الإطار بدور المسؤولين في الحي الثقافي كتارا لإقامة مهرجان لفن النهمة سنوياً ، كما تمنى إقامة مهرجان لفن الصوت والبستة التي اندثرت مع رحيل الجيل الماضي ، وأشاد بإثارة هذا الموضوع الهام من قبل إذاعة صوت الخليج الرائدة حسب وصفه .

وعن الفنانين الحاليين قال الدكتور رشيد إن هناك من يملك الثقافة في شمولية الكلمة في هذا الإطار مثل الفنان فهد الكبيسي ، وهناك من غرف من معين الفن القديم وحاول محاولات جادة مثل منصور المهندي وعمر بو صقر ، وذكر أن لدينا بعض المهتمين الذين لا يمكن إنكارهم ، مثل فيصل التميمي وخالد جوهر.

 

 

الفنان ابراهيم علي :

قلة الدعم الإعلامي سيؤدي إلى ضياع الأغنية التراثية .

المطرب والملحن ابراهيم علي أبدى استياءه الشديد لموقع صوت الخليج فيما يخص تسليط الضوء الإعلامي الخجول على الأغنية التراثية ، مستثنياً إذاعة صوت الخليج وقناة الريان ، التي قال إنها تقدم إمكانات لافتة على كافة الأصعدة المادية والمعنوية للظهور بها ، لكنه عتب على الصحافة المكتوبة ذاكراً أن اهتمامها لم يعد كالسابق ، كما صرح أن بعض الصحف في فترة من الفترات كان لها اهتمام واضح لكنه تلاشى لاحقاً ، مشدداً على أن قلة الدعم الإعلامي سيؤدي في النهاية إلى ضياع الأغنية التراثية ، ومشيداً في هذا السياق بدور وزارة الثقافة والرياضة لدعمها .

وذكر ابراهيم علي أن على المطرب الذي يرغب بتقديم الأغنيات التراثية أن يلتزم بلحنها وكلماتها الأصلية دون تغيير حتى لا يؤثر على أصولها .