استضاف برنامج تغاريد الإذاعي صباح اليوم الدكتورة ناتالي تيم، أستاذة مساعدة ورئيسة برنامج علم النفس الإكلينيكي في معهد الدوحة للدراسات العليا، ومديرة التدريب الإكلينيكي، وأخصائية مرخّصة في علم النفس العيادي في كل من قطر ولبنان. وتُعد الدكتورة ناتالي من الكفاءات البارزة في مجالها، حيث تحمل درجة الدكتوراه في علوم الأعصاب الإكلينيكية وعلم النفس العصبي الطبي من كلية لندن الجامعية، إلى جانب تدريب متقدم لما بعد الدكتوراه في جامعة ميتشغان في مجالات العلاج الأسري والعاطفي. وتمتد خبرتها لسنوات طويلة في التعليم الجامعي والعلاج النفسي، فضلًا عن اهتمامها البحثي في فهم الروابط الإنسانية من منظور يجمع بين علم النفس وعلوم الأعصاب.
وخلال المداخلة الهاتفية، شددت الدكتورة على أن العلاقة الإنسانية ليست مجرد رابطة عاطفية، بل هي حاجة أساسية للإنسان تماثل في أهميتها الطعام والنوم. وأوضحت أن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، وأن وجوده وصحته النفسية والجسدية يرتبطان بمدى نجاحه في تكوين علاقات قريبة وداعمة. واستشهدت بأبحاث حديثة تؤكد أن أصحاب العلاقات الدافئة يعيشون حياة أطول وأكثر صحة مقارنة بالأشخاص المنعزلين.
كما أوضحت أن العلاقات تأخذ أشكالًا متعددة تبدأ بالعلاقات الأسرية، التي تمنح الإحساس الأول بالأمان والانتماء، مرورًا بعلاقات الصداقة، والعلاقات العاطفية والزوجية، وصولًا إلى العلاقات المهنية، لافتةً إلى أن لكل منها أثرًا نفسيًا مختلفًا، وأن غياب التوازن بينها ينعكس سلبًا على الفرد. وأضافت أن الاضطراب في العلاقة مع الأسرة قد يلقي بظلاله على مجمل علاقات الشخص الأخرى.
وفي تفصيلها للفارق بين العلاقة الصحية والمرضية، قالت الدكتورة إن العلاقة السليمة هي التي تدفع الفرد للنمو وتمنحه حرية واحترامًا ودعمًا متبادلًا، بينما العلاقة المرهِقة تجعله يتراجع ويعيش تحت ضغوط مستمرة، مليئة بالسيطرة والتلاعب والشعور بالذنب أو الاعتماد المفرط على الآخر. وبيّنت أن الإنسان غالبًا ما يدرك في داخله طبيعة العلاقة، لكنه يتردد في مواجهتها خوفًا من الوحدة أو المجهول.
وأكدت أن “العلاقة الأهم هي علاقة الإنسان بنفسه”، مشيرةً إلى أن إصلاح هذه العلاقة وتقدير الذات بصدق يمكّنان الفرد من اتخاذ قرارات صحية بشأن علاقاته الأخرى. وقدمت نصيحتها للمستمعين بضرورة أن يسأل كل شخص نفسه: هل هذه العلاقة تضيف إلى حياتي أم تستنزفني؟
واختتمت الدكتورة ناتالي حديثها بجملة من النصائح الذهبية، أبرزها:
• ضرورة معرفة الحدود الشخصية واحترام حدود الآخرين، لأن أي علاقة متوازنة يجب أن تتيح مساحة للنمو والإضافة.
• أن الحب وحده لا يكفي لنجاح الزواج أو الشراكات العاطفية، بل يجب أن يقترن بالشعور بالأمان والاستقرار والثقة، مع أهمية مناقشة القيم والتوقعات والقضايا المالية منذ المراحل الأولى للعلاقة.
لقد أضاء حوار تغاريد مع الدكتورة ناتالي تيم جوانب إنسانية عميقة، وأكد أن العلاقات ليست مجرد تفاصيل عابرة، بل هي انعكاس لهويتنا وأساس صحتنا النفسية والجسدية
الحلقة من إعداد وتقديم سلسبيل زايد
متابعة رجاء سلمان
إشراف عام سالم المنصوري
