
أكد الدكتور أحمد يوسف، عميد المعهد العالي للموسيقى العربية، في لقاء لبرنامج “طربيات“، أن الملحن والمؤلف الموسيقي كمال الطويل وُلد في أسرة أرستقراطية ثرية، وكان الوحيد في هذه العائلة الذي اختار العمل في مجال الفن، رغم النظرة التقليدية السائدة في تلك الفترة تجاه الموسيقى والفنانين.
وردًا على سؤال الإعلامي “عبد السلام جاد الله ” حول اختلاط المشاعر تجاه ألحان كمال الطويل، أوضح الدكتور أحمد يوسف أن عبقرية ألحان كمال الطويل لا تقتصر فقط على قدرته العالية على التلحين بحرفية ودون الحاجة لكتابة نوتة موسيقية، بل تكمن أيضًا في مزجه الفريد بين البساطة والعمق. كما استطاع أن يستخدم الموروث الموسيقي العربي بطرق فنية معاصرة تناسب وجدان المستمع، مما جعله يساهم في تطوير الذائقة الجمالية الموسيقية ويقدم أعمالًا متنوعة تجمع بين النمط الرومانسي والتعبيري والطربي والشعبي.
وفي هذه الحلقة من “طربيات“، تناول يوسف سيرة الفنان محمد مرعي، المغني اللبناني المولود عام 1922 في بيروت. كان مرعي فنانًا متعدد المواهب، برع في التمثيل والغناء، وكان من أبرز ثلاثة مطربين في لبنان في عصره، إلى جانب وديع الصافي ونصري شمس الدين. وصل محمد مرعي إلى القاهرة في عام 1959 في ذروة المنافسة الفنية مع عبد الحليم حافظ، محمد فوزي، وفريد الأطرش. ورغم هذه المنافسة، تمكن مرعي من المشاركة في فيلم غنائي مع سامية جمال بعنوان “أول غرام“، الذي ضم أغنيته الشهيرة “لأ يا حلو لأ” من ألحان كمال الطويل. من أشهر أغانيه: “الحلاوية”، “تسرح وتمرح”، “وينك يا ليلية”، “آه من كلام الناس”، و”يا حلوة الدار”. هاجر إلى أميركا وتوفي فيها عام 1985.
كما ناقشت الحلقة العديد من الموضوعات المهمة مثل “الدقة والتلقائية في الأداء“، “ألحان نادرة“، “مقام حيان الموسيقي“، “الفرق بين مقامي النوا وأثر الحجاز“، “الفن والنخب السياسية“، “امتحان قدرات الغناء“، و “ابتكار جملة لحنية” وغيرها من الموضوعات الفنية الهامة.
“طربيات” من إعداد وتقديم عبد السلام جاد الله، ونفذ الحلقة على الهواء فيصل الشيراوي .//